في خلاصة حديثة: خطر الإفراط في تناول الفيتامينات

في خلاصة حديثة: خطر الإفراط في تناول الفيتامينات

تيسر لنا في العدد السابق الحديث عن أهمية الفيتامينات وخطورة الإفراط في تعاطيها, خصوصاً الفيتامين (A), والفيتامين (D), ونتابع حديثنا الآن للإشارة إلى الخطورة التي تملكها بعض الفيتامينات الأخرى في حال تناولها بكميات كبيرة ودون استشارة الطبيب.

الحذر من تعاطي الفيتامين E
يدعى باسم Tocopherol وهو يساعد على معالجة العديد من الامراض ويتوزع في عدد من المواد الغذائية, وعليه يصعب على العلماء والباحثين التعرف على أهميته.
يقع الفيتامين E في الزيوت النباتية والكبد والخضار ذات الأوراق واللحوم والألبان والحبوب.. وخصوصاً بذور اللوز. وهو ينضم إلى مجموعة مضادات الأكسدة ويحمي الجسم من أمراض القلب ويدفع عن العين مرض الساد cataract ويزيد من قوة الجهاز المناعي في أجسامنا ويحمي الأغشية الخلوية ويؤخر من قدوم مرحلة الشيخوخة ويقلل من إمكانية أكسدة الفيتامينA والدسم كذلك.
أما تناول جرعات عالية من الفيتامين E فله أعراض.. إنما تعتبر أقل وطأة مما تسببه زيادة تناول فيتامينات أخرى, وتتلخص هذه الأعراض في آلام الرأس, التعب, الرؤية المضاعفة المشوشة.. إضافة إلى الإسهال.
وتشير الدراسات على حيوانات المخبر أن من الممكن لجرعات مفرطة من الفيتامين E أن تؤدي إلى عبث في إمكانية امتصاص فيتامينات أخرى قابلة للانحلال في الدسم ونخص الفيتامينات k, D,A, عند تعاطي كميات عالية من الفيتامين E ولمدة أسابيع أو أشهر.
الجرعات العالية من الفيتامين K:
يدعى الفيتامين K باسم Menadione وهو هام لتخثر الدم وتشكل مادة الـ Prothrombin, الأنزيم الهام لإنتاج مادة الليفين Fibrin, الفعالة في تخثر الدم, ويعتبر نبات الفصفصة وكذلك أكباد الأسماك من أغنى المصادر للفيتامين K حيث تستخرج منها الخلاصات المركزة لهذا الفيتامين, علمــاً بأن الأغذية المحيطة بنا تمدنا بما نحتاجه من هذا الفيتامين, ونقصد الخضار الورقية, البيض, زيت فول الصويا، والكبد، علما أن الجراثيم التي تقع في أمعائنا تعتبر مصدرا أساسيا لهذا الفيتامين.
ويقود تناول الفيتامين بجرعات عالية ولفترة طويلة إلى فقر الدم الممثل بانخفاض مستوى الكريات الحمر في الأوعية الدموية, ويعتبر إعطاء كميات مرتفعة من الفيتامين K للأطفال خطراً جداً, إذ يؤدي إلى أذى يصيب الجملة العصبية ويخرب الكريات الحمر.
ولدينا برهان واقعي على خطورة تناول الفيتامين بشكل مفرط من قبل الأطفال, فيكفي إعطاء جرعة يومية بمقدار 10مغ منه لطفل ولمدة3 أيام كي يؤدي إلى الموت, وقد اكتشفت هذه الحقيقة المؤلمة خلال المراحل الأولى من دراسة هذا الفيتامين حيث تم حقن بعض الأطفال حديثي الولادة بمادة الـ Menadione لمنع مرض يوجد لديهم باسم النزف Hemorrhagic Desease.
ونشير إلى أنه يوجد حالياً عقار جديد وهو شكل آخر من هذا الفيتامين يستخدم للحماية من هذا المرض.

زيادة تناول الـ Folic Acid يؤذي الكليتين:
يوجد للـ Folic Acid اسم آخر هو الـ Folacin ونحن بحاجة لهذا الفيتامين لتكوين البروتينات لدينا, ويؤدي العوز إليه إلى اضطرابات عصبية.
وتنصح الحوامل بتناول هذا الفيتامين يومياً وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
وتعتبر مصادره متوفرة حولنا: اللحوم, الأوراق الخضراء, البقوليات, البقول والحبوب.
ويتوجب تناوله من الأغذية الطازجة وهو يتحلل خلال الطبخ.
ويختلف هذا الفيتامين- خلافاً للفيتامينات التي تتحلل بالماء- بأنه يخزن في الكبد ولا حاجه لتناوله يومياً.
ويعتبر هذا الفيتامين غير سام.. إنما زيادة تعاطيه المفرطة قد تؤدي إلى أذى يصيب الكليتين.

تناول الفيتامين B12 المفرط لا يسبب أي آذى:
يدعى هذا الفيتامين باسم الـ Cobalamin وهو هام وبكميات ضئيلة لتشكل مواد هامة جداً تشكل في الجسم (الكريات الحمراء, البروتينات, الـNucleoproteides وهي مادة الوراثة) وهو هام كذلك لسير وظائف الجهاز العصبي.
ويعود سبب العوز لهذا الفيتامين إلى عدم قدرة المعدة على إنتاج مادة الـ Glycoprotein التي تساعد على امتصاص هذا الفيتامين من الأمعاء, ويحصل نتيجة ذلك عوارض فقر الدم نتيجة انخفاض كمية الكريات الحمر بشدة, وتسوء نتيجة ذلك الحالة العامة للجسم ويحصل الضعف مرفقاً بالدوار واضطراب الجهاز العصبي.
ويمكن الحصول على هذا الفيتامين فقط من الأغذية الحيوانية, خاصة من الكبد, الطحال, الكلاوي, اللحوم الحمراء, الأسماك, البيض, الحليب, وعليه فإن من الواجب على أولئك الملتزمين بالنظام الغذائي النباتي فقط أن يتناولوا هذا الفيتامين بهيئة مستحضرات.
ولا يسبب تعاطيه أية مشكلة نظراً لأن 60-80% منه تطرح خلال الثماني ساعات الأولى من تناوله.

ويوجد اعتقاد خاطئ أن الطبخ يخرب الخضار بالكامل, علماً أن ما يقوم به الطهو هو نقل الطاقة من المصدر الحراري إلى الخضار وتصبح الأغذية المطهوة أسهل هضماً, ويؤكد لنا ذلك كيف أن الأطفال يرحبون بالجزر المطهو المهروس مقارنة مع الجزر النيء القاسي.

إن الطهو يعزز وجود النكهة.. وهذا لا يعني أننا لا نرحب بالأغذية الطازجة النيئة, فأطباق أنواع السلطات المتنوعة تعتبر مفيدة جداً وجذابة من حيث الطعم والنكهة والمظهر.

ويعتبر المذاق لذيذ الطعم فهو بالتأكيد يحوي مواد غذائية غنية.

ونحيط هنا ببعض المفاهيم الضرورية للحصول على طعم لذيذ ونكهة جذابة ونعني نوعية الخضار التي نستخدمها, سلالاتها, إضافة إلى شرائها طازجة والإقلال ما أمكن من كمية الماء المضاف إلى الخضار المطهوة عندما يغلي الماء خلال الطهو

شكرا لك يا اخي واصل تميزك معنا

تسلم